انحناء الورود
الآن تحت ضوء القمر وفوق صخرة أملئها بجلستي الهادئة وتحت ويل الدخان الذي يخرج من ركام أنفي صاعداً إلى السماء مغموساً بالهواء النقي وصوت ارجيلتي المتعطشة والفقاعات الموالية في داخلها تصدر الأصوات الخفيفة عند سحب الأنفاس وتوقف فانغمس متلذذاً في جراحي إلى أن أعودَ مرتاً أخرَ لأخرج الدخان وتبدأ دورة الفقاعات داخل القنينة ومرتاً أخرى أسافر بعيداً عن هذا العالم الذي يحتويني بعظمتي وبعظمة فكري فأتلذذ في جراحي فتفيض عيني .لكن لماذا تفيض ؟ لقد تذكرت حبيبتي
فأعود إلى عالمي واطرد منه مرتاً أخر فأنغمس بالتفكير وأتذكر جمال الأزهار المتفتحة وأتذكر انحناء الورود المتعطشة لأننا لم نسقيها لأننا تركناها وابتعدنا عن رائحتها الزكية فحبيبتي لم تعد قربي كالورود التي قدمتها إليها عادت إلي كل الورود ليست متفتحة بل منحنية من شدة ذبولها ، احتاجت إلى الماء فلم نسقيها فماتت كالحبيب عندما نتركها ولا نسأل عنها لماذا يا ترى ؟
بالله عليك إني أموت كل لحظه إني أموت وعيني تفيض لا ادري لماذا؟...
إن أوجاعي بدأت تعلوا وقلبي هنا يستكين لا بين التلال ولا بين الأنهار ولا بين البحار ولا بين الصخور إنما يستكين على ريشتي الهادئة فأكتب لأنني أريد بأن اكتب عن ويل الفرار يا ليتك قريبة لتفهمي كلماتي المدللة يا ليتك قريبة لاضم همساتك الجميلة فانحني أمامك كأمير ...
كفاك تذكراً كفاك أيها الجبار المعتلي ... كفاك تذكراً كفاك أيها القلم الذهبي
ليتك الصخر المنحني ليتك ريشتي ...ليتك حباً وغراماً أيها العزيز على قلبي
إني والله أعلنت البعد يا سيدي ... إن فاضت عيني سأرميها فوق كبريائي
وإن حال المحال يا مهلهلي ... سأكتب على كفني حتى تنتهي جراحي
الكاتب :- محمود عدنان