كانت الساعة تشير بعقاربها إلى أحد أرقامها كالعادة,أثار إنتباهي دقات خفيفة على باب حياتي,أخفاتني حقا,فأنا أدري ليس من أحد سوى ذاك المسمى بالشوق,نعم إنه هو,دائما على غفلة من الزمن يزورني,دائما ما يصر على جمعي و بعثرتي,دائما ما يجيد دعوة أحلامي ليفكرني بحاجتها إلى رجل,يجيد دعوة الحزن إلى داخلي ليشعرني بأنني أسكن مدن الألم,يجيد نفث الشعور بالغربة و الشعور بالشوق المضخم بداخلي
وكأي مرة ألبي دعوته,فأفتح كتابا من أجلك خططت فيه كل لحظات شوقي,وكم يلزمني من الأوراق لسطر الشوق الساكن بداخلي
علمني شوقي كلما جائني ,أن أضم جسدي إلي,وان أضيع بتفكيري فيك,وأن تسألني نفسي عنك,وأن أصرخ بيني و بينها *** إشتقت لك*** نعم اشتقت لك..اشتقت لك جدا جدا جدا ,فقد حولني شوقك إلى عصفور جريح,يضم جناحاته إليه,فيحمل نفسه إلى أحد الأركان مختبأ عن عيون الأطفال,خائفا من أن تعبث به أياديهم, حولني إلى إمرأة تجلس كل مساء بغرفتها ,تطفؤ الأنوار و تظيؤ الشموع وتبعثر ذكرياتها على الأرض كأنها تريد إستحضار الأرواح,لكن ما همتني الأرواح بقدر ما تهمني روحك وأتمنى بفارغ الصبر لو تحضر على غفلة, أخبرتني يوما إحداهن أن أكتب إسمك على ورقة وأن أحرقها عشر مرات و أردد أمنيتي بمجيئك في صمت,فقالت بعدها أنك ستعود,لكنني خشيت أن تعود رجلا غير الذي تمنيته ,بعد أن أحرق إسمك ..
لذا إكتفيت بالإنتظار,أكتفيت بالكتابة عن شوق يسكنني ,إكتفيت بالصمت,إكتفيت بالتمني و اكتفيت بالصلاة
إشتقت لك..أتصدقني؟؟
أعلم أنك تصدقني,فلطالما كنت تسميني إبنة الصدق..إذا مد يدك إلي وابتلعني فقد تعبت من ابتلاع الوجع لي,مد يديك و ضمني إلي و اجعلني أهمس :حقا إشتقت لك